لا بد من حدوث تغيير مجتمعي في فكر وثقافة أولياء الأمور تجاه الثانوية العامة ، فقلق أولياء الأمور يتحول إلى شبح يهابه الطلاب مما يؤثر سلبا على تركيزهم ونفسيتهم ، لذا يجب التعامل مع الثانوية العامة على أنها مجرد شهادة وليست نهاية العالم .
فكما تحدثنا في المقال السابق أن أبناءنا ونفسيتهم أهم من أي شيء وخاصة أن نفسية هؤلاء الطلبة هشة جدا لأنهم في مرحلة من حياتهم صعبة عليهم وعلى عائلاتهم وهي مرحلة المراهقة .
كما أن المغريات حول أبنائنا كثيرة جدا فيجب أن نلتمس لهم العذر ونحتويهم مع محاولة السيطرة على نزواتهم وأخطائهم وعدم تركهم فريسة للمجتمع وأصدقاء السوء.
وأعلم أن هذه معادلة صعبة أي التوفيق بين المحافظة على نفسية أبنائنا سوية والمحافظة عليهم من مغريات المجتمع في هذه المرحلة الصعبة ، لكننا آباء وأمهات وهذا واجبنا نحوأبنائنا .
وأعتقد أن أبناءنا هم أولويات حياتنا ، فكل منا سيجازى من الله خيرا على حسن تربيته لأبنائه، فكل منا راع وكل منا مسئول عن رعيته .
وطبعا يقع عبء المسئولية الأكبر على عاتق الأم بحكم أنها الأقرب إلى أبنائها فهي تقضي معهم الوقت الأكبر وهي الشاهدة على كل أحوالهم وتقلباتهم .
ومن المؤكد أن للأب دور مؤثر في حياة أبنائه من خلال الدعم النفسي والمادي ، إلا انه بحكم ظروف الحياة الحالية وصعوبتها يضطر الأب إلى قضاء معظم وقته خارج المنزل لتدبير أمور عائلته ماديا ، إلا أن ذلك لا يجب أن يلهيه عن التعرف على مشكلات أبنائه وسؤال الأم عن أحوالهم والتشاور معها حول إيجاد حلول لحل مشاكل أبنائه ومساندة الأم في القيام بواجباتها تجاه أبنائها، ومساندة الأبناء معنويا وتشجيعهم على المضي قدما في حياتهم ودراستهم بإيجابية.
فمجرد إحساس أبنائنا باهتمام آبائهم وحبهم لهم -على الرغم من كل شيء- يؤثر تأثيرا كبيرا في نفسيتهم وأخلاقهم واختياراتهم . فلا بد أن يشعر الأبناء عامة وطالب الثانوية خاصة بتقبل و حب والديه له على الرغم من أي نتيجة يمكن أن يحصل عليها في الثانوية العامة.
ومن المهم أيضا أن نترك الكرة في ملعب طالب الثانوية العامة فكل تعبه ومجهوده في هذه السنة هو عائد عليه فقط ، فهو الوحيد المسئول عن مجموعه في هذا العام وهو المستفيد أو المتضرر الوحيد من ذلك، وأن نوصل له هذه الفكرة بأسلوب مناسب دون إعطائه إيحاء بالتخلي عنه ، وإنما التأكيد دائما على مساندته وتقبله بكل تقلباته ، مما يخفف عن أبنائنا ضغطا نفسيا كبيرا هم في غنى عنه .
أعاننا الله جميعا على تربية أبنائنا ومساندتهم حتى نصل بهم إلى بر الأمان .